الثلاثاء، 17 يناير 2012

الحنجرة


: قاتلها الله..!
: ألا تزال ناقما عليها؟!
: لولا الذي فعلت ما كنا الآن في هذا المكان
: الأجدر بك أن تشكرها أيها الإصبع!
: أشكرها؟! لقد جننت أيها الجار!
: فكر معي
: بماذا أيها الإصبع؟ لقد نالني من الضرب ما نالني بسببها.. مثيرة شغب
: ليست كذلك
: هه تقول ما تقول لأن النصيب الأكبر من العقاب نالني
: ليس ذاك
: بل هو ذاك
:أيها الإصبع.. عهدتك حكيما.. فكر معي بجدية أرجووووووك ولا تقاطعني
: تفضل
: هل سمعت ما قالته الحنجرة؟! لم تقل سوى الصواب.. أنا وأنت وكل الأصابع.. بل كل أعضاء جسدها تشهد بذلك..!
: أعترف أنك محق.. لكنها كانت ستبقى بمأمن إن لم تقل ما قالت
: هي الآن عزيزة يا جار.. بيد أنها لو كتمت ما في نفسها فستمسي ذليلة..
: من يأبه لذلتها؟!
: أنت وأنا.. كل الأعضاء.. بل حتى هي نفسها ستتألم!
: فيمن العيب إذا إن لم تكن هي المذنبة؟!
: في تلك الدولة الفاسدة التي تحكم الحناجر.. تمنعها من أداء وظيفتها اليومية..!
: صدقت.. يا صاحبي.. لم تقل سوى ما يرضي ربها
: صحيح.. لم تقل شيئا مسيئا.. صرخت صرخة حرية فاتهموها بإثارة الشغب والتحريض على الدولة..!
: وزج بها في السجن.. وزج بي وبك معها وها نحن الآن نضرب..!
: نضرب بكرامة يا صديقي.. شرف لنا أن نكون أحد عشرة أصابع من أصابع قدمها..!
: هدى.. أنثى كريمة
: وصديقتنا الحنجرة.. أنثى كريمة أيضا
: آآآآآآآآآآآآآآآه !!
: تحمل يا صاحبي !
: قاتلهم الله... قاتلهم الله...!