السبت، 21 يناير 2012

| معشوقتي مالك؟ -صباح بارد-


صباح بارد..!

لملمت كتبي وأوراقي.. الأقلام.. كوب القهوة.. كل ما أحتاجه
بعثرة شديدة حولي..
لكنني حدثت نفسي..
فيما بعد
وأغلقت الباب خلفي
وحين خرجت من البناء..
لُحت لي خلف الأفق.. باردة
لم أتنبه لحرارة كوبي ولا لبعثرة أغراضي ولا لجوربي المقلوب.. ولا للوقت الذي تأخر.. ولا للامتحان الذي كاد يفوتني.. فأنتِ لست على ما يرام
خفق قلبي وبردت أطرافي لبرودتك..
ارتأيت أن أعود لآخذ معطفا يقيني..
لكنني توقفت عندما لم أجد معطفك..
أنى لك بمعطف يا حبيبتي؟!
ركبت السيارة وبقيت أنظر إليكِ..
أجبت عن الأسئلة وبالي مشغول عليكِ..
وعندما خرجت من مدرستي وأحسست دفئا سرى في أوصالكِ..
ارتحت واطمأن بالي..
وأحسست دفئا يسري في أوصالي..
24/2/1433هـ

| معشوقتي مالك؟ -رسائل عبر البحر-


لي معشوقة.. 
افتقدتها..
كانت هنا
لكنها رحلت
فجعتني برحيلها
لكنها تركت لي بحرا كبيرا ألقي فيه رسائلي 
أي حبيبة
فلتقرئي رسائلي
علها تكون الترياق لجروحك العميقة.. 
ثم ابعثي بتحية لمحبتك
عبر ذات البحر 
فأنا هناك.. أرتقب عودتك ..!

| الأبله !!

: يا ولد.. أغلق الباب من الخارج.. هيا !
: أرجوك يا أستاذ.. أقسم أنني ذاكرت جيدا
: إنها أسوأ درجة مرت علي.. عشرون سنة ولم يمر علي طالب مثلك.. ماذا تتوقع مني؟ أن أصفق لك؟! اخرج يا ولد ودعنا نكمل درسنا
خرج مطرقا.. لم تكن المرة الأولى وهو موقن بأنها ليست الأخيرة..!
جلس في فناء الجامعة..
مر به أحدهم..
: مطرود ها؟
رفع رأسه لينظر إليه
وقبل أن يجيب أردف قائلا..
: طبيعي أن تطرد كل يوم من المحاضرة ذاتها.. أبله !
وذهب
***
عاد إلى المنزل مكتئبا..
: الغداء يا ولد.. تحرك
: لا أريد
صرخت به..
: لا تريد؟ لماذا؟ لمن أعددت كل هذا؟
: لا أريد يا أمي
: أعوقبت اليوم ؟
: لا !
: بل نعم.. أنا متأكدة.. إلى متى ستظل هكذا ؟؟
: لم أفهم الدرس يا أمي.. كيف سأجيب في الامتحان إن لم أفهم الدرس ؟!
: أووووووف أتمنى أن تتفوق مرة واحدة في حياتك.. أبله
***
خرج خلسة من البيت ليرى صديقته..
: مرحبا
: أهلا
: آمل أن تكوني وفرت المبلغ
: ليس بعد
: حاولي توفيره أرجوك.. كادت أمي تلاحظ أن أموالها ناقصة..
وقفت ورمقته بنظرة ساخرة..
: من قال لك بأني سأعيده؟ أتتوقع أن أعيد لك مبلغا كبيرا كهذا؟! مخطئ
وذهبت
صرخ بها
: انتظري.. لقد استدنته
التفتت
: هه.. لم يكن كذلك.. أصدقت أنه دين؟ من يستدين مبلغا بهذا الحجم
: وثقت فيك
: أبله
وذهبت..
ظل يصرخ..
: تافهة.. حقيرة.. سافلة...!
وعندما جف حلقه جلس على الرصيف يردد..
: قساة كانوا فـ أبلهًا صرت.... !!!

| وظهري للمدينة..!

ودعتها بحرارة..
ووعدتها بأن أعود بالمال..
: حبيبتي.. انتظريني لنحقق أحلام طفولتنا.. لن أغيب طويلا
كدت أبكي..
لكني حافظت على رباطة جأشي أمام المودعين
قبلتها بين عينيها.. وخرجت
***
أحلق في فضاء لا أعرفه
سماء لا أعرفها
طيور غريبة.. ليست كما الطيور هناك..
تلوح لي الحبيبة في السماء..
وجهها الأبيض المشرب بحمرة..
عيناها الزرقاوان..
حجابها الرمادي..
أذكر كل تفاصيلها في تلك الليلة.. فقد كانت آخر عهدي بها..
***
أخذت حقيبتي وأسرعت..
لكن سرعان ما تألمت مفاصلي..!
كنت كبيرا على الركض..
لكني لست كبيرا أبدا على أن أصرخ كالأطفال حينما أراك..
وفيت بوعدي يا حبيبتي وعدت.. ومعي مال كثييير
أتذكرين عندما كنا في العاشرة
وددت حينها أن أقبلك.. أن أرى شعرك
لكن نفسي حدثتني أن أصبر.. فصبرت..!
***
فتحت الباب ودخلت..
رأيت احداهن في بيتي..
صرخت..
: من أنتِ
أجابت
: أولم تعرفني يا جمال؟ أين المال؟
: لا أراكِ يا حبيبة
: أو تمزح؟ أم أنك فقدت بصرك؟
: معاذ الله لا أمزح.. أين أنت بحق فأنا لا أراك؟
أنا التي أمامك.. ذات البنطال الأزرق والكنزة الصوفية
أي حبيبة..
أين عروبتك؟!
هل بعتها؟!
أين حجابك الرزين؟!
ردائك الصفيق؟!
ضحكت ضحكة ساخرة..
: تعال يا ولد.. تعال واسمع ما يقول هذا الـ جمال
دخل أحدهم..
: ماذا يا حبيبتي؟ من هذا؟
ورمقني بنظرة طويلة من رأسي لأخمص قدمي.. وضحك في سره
: هو صاحب المال؟
: نعم
صرخت بها..
: لِم لم تنتظري عودتي؟ أخبرتك بأني آت.. عما قريب
: هه لقد تغيرت يا جمال.. كثيرا
حدثها بلغة لا أفهمها
وأجابت عليه بتلك اللغة
نظرت إليّ.. لاحظت أني لم أفهمهم
: أين أنت من الحضارة يا جمال؟ ألم تفهم (العبرية)؟
: لا أفهم سوى العربية !
: اغرب عن وجهي إذا.. وهات المال..
***
صرخت بأعلى صوتي
لم أعهد (القدس) خوانة..!
فأطلقت ضحكة ساخرة بين أحضان ذلك (العبري)!!!
***
سرت بخطى ثقيلة..
عائدا إلى غربتي..
وظهري للمدينة !!!