الثلاثاء، 5 فبراير 2013

سمير يشعر بالثقة !


~    سمير يشعر بالثقة !


في ذلك اليوم الجميل، وعندما كان "سمير الصغير" يعد ملابسه للتوجه إلى حفل المدرسة، بدا ممتعضا
كثيرا، لدرجة أن والدته توجست من امتعاضه ذلك وسألته..

: سمير ، ما بالك يا صغيري ؟
رد سمير بضجر..
: أمي انظري إليّ في ربطة العنق هذه، لا أريدها، إنها تجعل رأسي كبيرا ومستديرا
فتبسمت الوالدة، وقالت..
: تعال إليّ، بقي على وقت الخروج ساعة سأروي لك فيها قصة..
جلس "سمير" على فخذي والدته، فقالت.. : من هو ملك الغابة يا "سمير"؟
تنهد "سمير" وقال.. : الأسد يا أمي.. هل هذا مهم الآن؟
فقالت الأم... : اسمع يابني
وبدأت تروي.. : يحكى أن الملك الأسد كان كلما زار ابنه الصغير وجده ضجرا، كما تبدو اليوم، فكان كلما سأله عن
سبب ضجره، أجاب..
: هذه السن المكسورة.. إنها سبب تعاستي.. أنا لا أحب شكلي أبدا..
فيقول له والده..
: حميعنا لم نخلق كما نريد تماما..
لكن الشبل الصغير لم يكن يقتنع بهذا الجواب، ويزداد حزنه بسبب نابه المكسور..
وفي مرة أراد الأب أن يضع حلا جذريا لهذه المشكلة..
فطرق باب غرفة ابنه، وأخذه نحو الشرفة وقال..
: أترى هؤلاء الأطفال؟
فقال الابن..
: ما الجديد في ذلك يا أبي؟ كل يوم تلعب الزرافة والفيل والقرد لعبة الاختباء.
فقال الأب..
: صحيح، لكن ألق نظرة على الزرافة.. ألا تلاحظ أن لها رقبة أقصر من المعتاد..
تفاجأ الابن بذلك وقال..
: صحيح.. إنها أول مرة ألاحظ فيها ذلك الأمر
أضاف الأب..
: وكذلك القرد، يملك إصبعا زائدا في كلتي يديه، والفيل نابه الأيسر مفقود..
كل هذه المعلومات جديدة عليك، أنت لم تلاحظ هذا يوما، لأنهم يوما لم يتحدثوا عن عيوبهم
ويعتزلوا الناس بسببها، وظلوا حبيسي حجراتهم مثلك..
ابتسم الشبل متناسيا سنه المكسورة، وعندما هم بالخروج من الغرفة ناداه والده وقال..
: أنا أيضا أملك عيبا صغيرا، وهو أن لي نابا مكسورا مثلك..
وابتسم الأب ليري ابنه الناب المكسور.. فضحك الابن.. وخرج ليلعب مع بقية الصغار..
لم يذكر الشبل للصغار عن نابه المكسور شيئا، ولا هم لاحظوا ذلك !
غدا الشبل واثقا بنفسه يا "سمير"  .. وأنت كذلك يجب أن تثق أن رأسك الكبير المستدير جميل..
قال "سمير".. : ربما يكون الرأس الكبير المستدير كالكرة.. لكنه ربما يبدو جميلا.. نعم إنه جميل..
ضحكت الأم وقالت.. : بالمناسبة، رأسك اتخذ هذا الشكل لأنه يحمل كما كبيرا من المعلومات..
قفز "سمير" من على أمه.. وقال.. : هيا إلى الحفل، إني في أتم استعدادي..
وطيلة الحفل كان سمير يقول للجميع، أنه يملك رأسا كبيرا؛ لأنه يحمل كمية كبيرة من المعلومات..!

بعدها لم يشكُ "سمير" لأمه أية أعراض لهذه الحالة !

                                                                                             الثلاثاء 24/3/1434هــ