الأحد، 30 سبتمبر 2012

سأرشف نيلك حد الارتواء

.

سأرشف نيلك حد الارتواء
أيها الوطن.. بالمختصر المفيد
إنما أقف اليوم أحادثك لأوضح الموقف.. بعد أن حولت عشق الشاعر إلى بغض حين استبدلت كلماته بأخرى أثارت غيرتك من غربتي حتى تنازعتما، ولست أمدح الغربة حين أهجوك فكلاكما استعصى عليّ كلية التكيف معه.. واستعصى عليّ حب أحدكما دون الآخر.. واستعصى البغض أيضا..
أيها الوطن.. وقد لا يكفي المختصر
تراني ذاك اليوم أدندن..
يا موطني كيف أبدي بغض قافيتي-ولست وا أسفي بالهاجئ اللسن (*)
وتعرفُ الكلمات الأصلية أظنك.. لست أبغضك كوطن.. إنما أبغض ظرفك.. أبغض يأسك وقد أحاطك كالسوار بالمعصم.. نيلُك موطني كان متربعا وسط الخارطة ممتد الروافد عن الأيمان والشمائل أراه فأفتخر به ويعبرني فرح.. ولا أبالغ إن قلت أن لمعان النيل كان يلوِّح لي من الخارطة يحثني على العودة.. وآسف موطني إن أكثرت من أفعال الماضي فما كان، كان الأبهى تأكيدا.. أما اليوم يقلص النيل تربعه حتى يجلس القرفصاء مائلا إلى زاوية حادة سحيقة في خجلٍ بعد أن كان اختيالا..
لعلك تفهمت موقفي.. فحرض نيلك على التربع.. وحثه على الاختيال والتباهي.. وقم لتفك عقدة السوار حولك.. وتستبدله بسوار آخر يعيد إليك بهاءك ولو لعام.. !
حينها سأرشف نيلك(*) حد الارتواء.
 
____________________________________________________________________
(*) الكلمات الأصلية: يا موطني كيف أبدي عشق قافيتي-ولست وا أسفي بالشاعر اللسن.
(*) سأرشف نيلك. قصيدة لـ آلاء القرشي