الأربعاء، 25 أبريل 2012

الأستاذ


|الثلاثاء .. 3/6/1433هـ

ربما "أحسنتِ" أو "أذهلتني" وأحيانا ينظر إليّ بإعجاب ويهمس..
: أغار من شِعرك بنيتي !
وكلما تذكرت "بنيتي" تلك على لسان أستاذي الأربعيني استشطت غضبا ورثيت شعري مختلّ الأوزان وقريحتي المتعبة.. !
قرأت شيئا من أشعاري لصديقتي.. فكسرت صورة بسمته الحاضرة في ذهني بعبوس ساخر.. !
: أتسمين هذا شعرا ؟!
ظننتها تمزح فابتسمت ببراءة..
: كفي عن السخرية.. قولي رأيكِ صراحة
فوقفت وقفة جادة..
: من باب النصيحة.. كفي عن هذا !
قرأت أبياتي أخرى بنبرة منصفة فوددت لو أنني قرأتها مسبقا هكذا.. !
أخذت هاتفي واتصلت بأستاذي وطلبت منه أن نلتقي لأعلم ما كان كل ذلك التشجيع.. ولما نظرت في عينيه اعترف بأني لا أمتلك أبسط القواعد.. كل محاولاتي التي غار منها كانت ضربا من السخافة ! عذرته قليلا لما ظننت أنه أراد تشجيعي لكن الأربعيني اعترف بغرامه وما كانت تلك الدفعات إلا وسيلة ليتقرب من طالبته ذات السنين التسعة عشر !
نهضت وصفعت أستاذي المراهق في عقده الرابع.. وعدت ألمم أبياتي وألقيها في القمامة فلا حاجة لي بأبيات لا تؤهلني إلا لدخول قلب أستاذ مريض !
حافظت على رباطة جأشي بعد وفاة موهبتي.. لكني انتكست بعض الأحايين لما تصورت أن ذاك اللطف ما كان إلا وجها آخر لشهوة نهمة.. !
وكلما هممت بأن أستعيد شيئا من كلماتي بصقت على الأوراق وتخلصت منها إذ أنها ما عادت تذكرني إلا بسذاجتي... وتفاهة الأستاذ !