الأحد، 10 يونيو 2012

هل تؤمن بالتغيير؟


هل تؤمن بالتغيير؟!
المقالة الأولى
الأحد 20/7/1433هـ
******
دوما أقول إن تعليم الأطفال أساسيات الحوار أمر مهم، ومن أسس التربية الراقية الحوار مع الأطفال وإفساح المجال لهم للتعبير عن آرائهم فيتعلمون احترام الآراء ويتعرفون بالأساس على ماهية الرأي وكيف التعامل معه على اختلاف أنواعه.
والطريف أن حواري مع طفل يوم الأحد الموافق 20/7/1433 هـ لم يكن لأجل هذا الغرض !
من المهم أن أذكر أن ذهني هذه الأيام مشغول بمسائل التغيير ولحاق أخبار المجددين واقتناص بعض من أفكارهم. المهم أنني وجدت في حوار طفل جدوى أكبر بكثير من حواري مع كبار ما زادوا بنات أفكاري إلا عقما ! –وسيتضح ذلك في مقالاتي الغاضبة التالية- .
-الزبدة- كما يقولون أن حواري هذا بعد أن وضعت له نهاية هازلة إلا أنني راقبته وهو يتخذ منحى جادا ويسير بطريقة أذهلتني والمضحك أن فارسي الصغير كان يحاورني بينما يداه مشغولتان بلعب ألعاب الجوال، وأعلم تماما أنه ظن أن أخته تهزأ به غير أن الأمور بعدها توضحت ورأيته يحاول جاهدا إسماعي أفكاره ومعتقداته. !
حواري الجميل المذهل مع حسن والذي مفاده "هل تؤمن بالتغيير؟" وحسن لمزيد من التعريف شاب يبلغ السادسة أو لأقل السابعة كي أضفي وعي سنة إضافية على كلماتي اللاحقات. وهو أيضا أصغر إخوتي ويكني نفسه دوما بـ"عقل العائلة المدبر" ! أما أنا فأحب أن أكنيه بـ"يا حبيبا لست أهوى غيره" ! وأناديه به على طوله. !
: مرحبا حسوني
: أهلا

وكعادتي كل مرة أبدأ بسؤالي المعتاد :
: حسوني هل تحبني؟
فيجيب واثقا..
: طبعا
دخلت في الموضوع "دربج كدا" !!
: حسوني هل تؤمن بالتغيير؟
: كيف يعني؟
>> قالها بلهجة عامية إذ أنه لم يعتقد أنه حوار رسمي فلم يستخدم مهارته في العربية
: يعني أن الإنسان يملك عادات خاطئة أو تصرفات خاطئة فيتخلى عنها ويغيرها
فأجاب بعد أن فهم الأمر
: أيوة أؤمن
أرجأته وأحضرت الورقة والقلم ! وسجلت حديثنا السابق
: حسوني لم يجب أن نتغير؟
: عشان ما تكون واحد أعمالو خاطئة
>> هنا تأكدت أنه لا زال طفلا !
: طيب حسوني .. ماذا ينتج عن التغيير؟
وضع الجوال والتفت باهتمام وبدأ يشرح..
: ايقاف العادات السيئة......
وفضل الكتابة بنفسه وجلس على الأرض بعد أن أخذ ورقتي والقلم.. وأكمل.
: أن يكون الإنسان محبوب بين الناس والله ورسوله .
فأعطيته قبلة إكبار أو ربما عرفان بأن عقله الصغير يساوي وزنه ذهبا . !
: ما رأيك فيمن لا يوافق على التغيير؟
: سيغضب منه الله لأنه لم يغير عاداته السيئة
: هل يوجد إنسان بلا أخطاء؟
: لا يوجد إنسان بدون أخطاء. (حتى الرسول
rكان يخطئ بعض المرات).
وضعت الجملة بين قوسين للتنبيه على أن آلاء –أختنا الكبرى- صححت للصبي عبارته وجعلتها ألطف بحيث يعي أن الأنبياء يزلون ولا يخطئون فالزلل أصغر أنواع الخطأ، والله تعالى يقدر لهم الزلل لحكمة نستفيد منها. فصحح نظريته وأجاب أنه r كان يزل في بعض الأحيان لحكمة من الله تعالى. وما كتابتي لكافة ما قال بحذافيره دون تعديلات إلا لفرط مصداقيتي.
سؤالي التالي تتطرق إلى الأخطاء
: ماذا يجب منا إذا أخطأنا؟
: علينا تصحيح الخطأ والتأسف (الاعتذار) إذا كان ذلك تجاه صديق

: هل تعتبر أن تصحيح الأخطاء أمر عادي ويجب فعله؟
: نعم
: هل تصحيح الأخطاء من التغيير؟
: كما قلت قبل قليل.. إنه من التغيير
: هل تصحيح أخطائنا يخدم أمتنا؟
: نعم يفيد المجتمع والوطن الإسلامي
: هل أنت بجميع ما قلته؟
: نعم أنا مقتنع كثيرا به
: أنا فخورة بك كثيرا حسوني
: وأنا أيضا
: شكرا لإعطائي الكثير من وقتك وقد كان حوارا ممتعا
>> جمل تحفيزية
فابتسم وقال نعم موافقا على أنه كان حوارا ممتعا ومضى يلعب، فاطمأن بالي أنني ما أخذت شيئا من طفولته بأسئلتي الغريبة .. !
وأسفت على الكبار الذين سأنعاهم إن كان هذا ما وجدناه في عقول الصغار !!
انتهى حوارنا هذا عند الثالثة وخمس وثلاثين دقيقة بعد ظهر الأحد.

* ملحوظة : قد أؤسس منظمة هدفها الحوار مع الأطفال وأعين حسوني رئيسا لها وآخذ ما يقوله الأطفال دستورا لدولتي التي سترى النور وقتها –بإذن الله-