السبت، 21 يناير 2012

| وظهري للمدينة..!

ودعتها بحرارة..
ووعدتها بأن أعود بالمال..
: حبيبتي.. انتظريني لنحقق أحلام طفولتنا.. لن أغيب طويلا
كدت أبكي..
لكني حافظت على رباطة جأشي أمام المودعين
قبلتها بين عينيها.. وخرجت
***
أحلق في فضاء لا أعرفه
سماء لا أعرفها
طيور غريبة.. ليست كما الطيور هناك..
تلوح لي الحبيبة في السماء..
وجهها الأبيض المشرب بحمرة..
عيناها الزرقاوان..
حجابها الرمادي..
أذكر كل تفاصيلها في تلك الليلة.. فقد كانت آخر عهدي بها..
***
أخذت حقيبتي وأسرعت..
لكن سرعان ما تألمت مفاصلي..!
كنت كبيرا على الركض..
لكني لست كبيرا أبدا على أن أصرخ كالأطفال حينما أراك..
وفيت بوعدي يا حبيبتي وعدت.. ومعي مال كثييير
أتذكرين عندما كنا في العاشرة
وددت حينها أن أقبلك.. أن أرى شعرك
لكن نفسي حدثتني أن أصبر.. فصبرت..!
***
فتحت الباب ودخلت..
رأيت احداهن في بيتي..
صرخت..
: من أنتِ
أجابت
: أولم تعرفني يا جمال؟ أين المال؟
: لا أراكِ يا حبيبة
: أو تمزح؟ أم أنك فقدت بصرك؟
: معاذ الله لا أمزح.. أين أنت بحق فأنا لا أراك؟
أنا التي أمامك.. ذات البنطال الأزرق والكنزة الصوفية
أي حبيبة..
أين عروبتك؟!
هل بعتها؟!
أين حجابك الرزين؟!
ردائك الصفيق؟!
ضحكت ضحكة ساخرة..
: تعال يا ولد.. تعال واسمع ما يقول هذا الـ جمال
دخل أحدهم..
: ماذا يا حبيبتي؟ من هذا؟
ورمقني بنظرة طويلة من رأسي لأخمص قدمي.. وضحك في سره
: هو صاحب المال؟
: نعم
صرخت بها..
: لِم لم تنتظري عودتي؟ أخبرتك بأني آت.. عما قريب
: هه لقد تغيرت يا جمال.. كثيرا
حدثها بلغة لا أفهمها
وأجابت عليه بتلك اللغة
نظرت إليّ.. لاحظت أني لم أفهمهم
: أين أنت من الحضارة يا جمال؟ ألم تفهم (العبرية)؟
: لا أفهم سوى العربية !
: اغرب عن وجهي إذا.. وهات المال..
***
صرخت بأعلى صوتي
لم أعهد (القدس) خوانة..!
فأطلقت ضحكة ساخرة بين أحضان ذلك (العبري)!!!
***
سرت بخطى ثقيلة..
عائدا إلى غربتي..
وظهري للمدينة !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق