الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

هل لي بكسرة خبز؟؟!

أقترب من البيت.. فأحث خطاي للوصول لكني أتباطأ فور أن تتوسط صورته ذهني.. أحدث نفسي..
صالح هل أنت حقا رجل؟
أتوقف برهة وأنظر خلفي.. لا شيء يدفعني إلى التقدم فتقدمي لن يؤثر..
لأني لست رجل.. ! أستأنف سيري.. وأحاول إبعاد الأفكار عن رأسي لكنها تأبى إلا أن تثبت لي قصور رجولتي..
وكلما اقتربت يعلو صراخه.. أحدث نفسي..
 يارب اجعله توهما فقط..
لكنها تعود لقتلي مجددا.. ليس توهما يا صالح بل هو فعلا صراخه.. !
أصل إلى البيت فتعلو الصرخات داخلي تضامنا مع صرخاته.. لتثبت لي عجزي أن أكون رجلا..!
أنظر إليها وتنظر إلي لا شيء نقوله فهي تعلم كيف حالي وأين كنت..
ننظر إليه.. وكأن عينينا على علم بنقطة ضعفنا.. صرخاته..!
لم تحتمل الأم صرخات الرضيع ولم أحتملها.. فأجهشنا ببكاء صامت..
وكأن صغيرنا علّمنا أن تبكي دواخلنا فقط لأن دموعنا جفت.. عجزت عن الجريان.. واستسلمت للجوع..
أدور في أزقة (مقديشو) حافيا باحثا عن رجولتي.. رأيت أحدهم يمشي على استحياء بين يديه خبزة..
ركضت إليه..
هل لي بكسرة؟
وضع على يدي كسيرة يابسة..
فاجتُثت رجولتي مني.. بعد أن مددت يدي (سائلا) ..!
تواسيني نفسي.. سؤالك سيجدي نفعا عندما يكف الرضيع عن البكاء..
أسرع إلى كوخي.. ليته كان كوخا.. ليس سوى شيء دون مسمى.. شيء لم يقتنع البشر بأن يبحثوا في قواميسهم عن مسمى له..
أدخل فيصمت الصغير.. ربما أحس بقدوم الغوث..
أحشر الكسيرة في فمه فتنظر إليّ بعينين جافتين..
أسلم روحه صالح..
وترقد إلى جانبه وتغفو في بضع أجزاء من الثانية.. لتحدثني نفسي..
أسلمت روحها صالح.. واجتُثت رجولتك..! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق