الخميس، 1 ديسمبر 2011

منيرة


-سحر: (منيرة)..اشبك سرحانة؟؟.. (منيرة).. منيروووه!
  اشبك؟؟ تفكري في مين؟!....قولي لاتستحي..
-منيرة: أقول ذلفي هو في مجال أصلا يصير شي كذا؟!
-سحر: ليش اشفيها يعني؟؟ كل البنات تحب وتنحب.. وانتي حلوة اش ناقصك؟
-منيرة: المشكلة مو بفيني.. المشكلة في أبوي..
***
في كل مرة نتحدث فيها مع (منيرة) بلهجتها البدوية، نفاجأ بلفظ غريب، فتارة نسألها عن معناه، وتارة نضحك، وتارة نقلدها، لكننا جميعا نصمت عندما تقول (أُبوي)!!
والدها رجل ذو شخصية غريبة نرى تأثيرها على (منيرة) ابنته الوحيدة من زوجته الأولى، والتي لم تخبرنا (منيرة) عنها، سوى بعض الأحداث البسيطة التي تتلاشى ربما من ذاكرتها شيئا فشيئا..
الجميع متعاطف معها لكنهم ربما لا يبدون لها ذلك، فهي إنسانة طيبة، مرحة، اجتماعية وغير مبالية، كثيرا ما أنتقدها على اللامبالاة التي تملكها، وأحاول أن أساعدها أنا وبقية (الشلة) لكنها تبقى تردد عبارتها الشهيرة: (المشكلة مو فيني.. المشكلة في أبوي)، ثم تتبعها بـ: (غيرو السالفة)!   اعتدنا على تلك الشجارات التي تكون هي ضحيتها الأولى.. المدرسة، البيت، تعاملها الفظ مع زوجة أبيها، وشك والدها الدائم، هو ما يخلق تلك المشكلات، مع أن والدها يحبها ويرى فيها صورة والدتها توفيت عند ولادتها..
ربما العادات الخاطئة، والأفكار الغريبة التي لا تبرح عقل والدها هي دافع تلك المشكلات، لكن المشكلة الأكبر أن (منيرة) باتت إنسانة يائسة من كل ما في الحياة، فهي تعلم أن كل ما ينتظرها في المستقبل هو بيت زوجها، عدا إن حدثت معجزة ما وتغيرت أفكار والدها الغريبة!
***
نلتقي جميعا في المدرسة بعد إجازة منتصف العام، أسبوع واحد والجميع عادوا إلى العمل، والدراسة بنشاط وهمة، عدا (منيرة) فمستواها الدراسي بدأ بالتراجع شيئا فشيئا، قررت التحدث معها بجدية هذه المرة، وطلبت منها أن توضح لي الأسباب الحقيقية لذلك التراجع، دون أن تلقي باللوم على حالها، فأفصحت أخيرا.. بدأت تروي لي تلك الحكاية التي بدت عادية إلى حد ما أو ربما لم تقنعني تلك الأسباب حتى كشفت عن السر قائلة: (أبوي يشك فيني يا سحر..يشك إن لي علاقات مع عيال)، وبدأت بسرد الحوادث التي وقعت معها، حتى انتهت بالبكاء، وارتمت في حضني وكأنها لم تشعر بحنان من قبل..
كثيرا ما تقول لي: (احمدي ربك أبوك يخليك تروحين السوق وقت ما تبين.. أنا أروح الظهر بس.. أبوي يقول انه يخاف علي، بس أنا ما أحسه خوف..إلا شك)!، أو تقول (انتو مجتمعكم غير يا سحر..أنا بدوية، أبوي متمسك بعاداته المتخلفة حمدي ربك)، وكثيرا ما أتساءل أنا: هل كون الشخص (بدويا) يمنعه من ممارسة حياته بحرية؟؟، أم أن كونه (بدويا) يبقى كلعنة سيئة تعيقه عن التطور؟؟ كل تلك التساؤلات التي تدور في ذهني تجد الإجابات عند (منيرة) التي تجيب بالإثبات بحسرة، وخوف، وقلق مما ينتظرها في المستقبل، أو ربما من تبعات كونها  (فتاة بدوية)..
 ***
-سحر: 80,00 % يا (منيرة)؟ اشبك؟؟ ما زاكرتي؟؟ منتي فاهمة؟؟
-منيرة: خلالالاص يكفي بسك تريقة
-سحر: ما أتريق يابقرة أنا مصدوومة منك،على أساس حترفعي النسبة مو تنزليها
-منيرة: اسكتي يا بنت غثيتيني، سامعة اسمي ينادي أبوي جا.. مع السلامة
-سحر: مع السلامة.. روحي الله يستر أبوكي ما يكفخك!
لا أزال مصدومة حتى اللحظة منها، 80% كنا ننتظر أن تتفوق مرة واحدة في حياتها، الكل كان يعلق الآمال عليها، الكل كان ينتظر منها الأفضل، لكنها خيبت آمالنا ولم تبالي وكأن الأمر لا يعنيها، وكأن هذه النتيجة المخزية لا تساوي عندها شيئا، كل ما أصبحت تخشاه هو غضب والدها وما سيقوله الناس عنها، وكيف ستواجههم..
بت الآن أرثي (منيرةً) كانت مثابرة ولو قليلا، كانت مفعمة بشيء من الأمل، شيء من النضارة، لكنها صارت الآن إنسانا بلا روح، صارت حياتها (على البركة) كما تقول، والمصيبة أنها لم تفكر يوما بشيء من التغيير، لأنها موقنة تماما أنه لا مجال لذلك مع والد يرتب أمور زواجها منذ الآن، وزوجة أب تود التخلص منها في أقرب فرصة، ومجتمع يفرض عليها الزواج وهي لم تكمل الثانوية..
***
ألاحظ تغيب (منيرة) الكثير هذه الأيام خاصة في الأسبوعين الأخيرين.. فأسألها عن سبب تغيبها وتجيب بذلك اليأس المعتاد: طفشاااانة يا (سحر)، وبعدين ليش تبيني أجي؟؟؟ أصلا ماراح أستفيد شي من المدرسة حأتزوج بعدين وما حستفيد شي من الشهادة يا شيخة خليني أغيب والله ونااااسة..
- وناسة ايش يا (منيرة) اشبك مو قلنا حتتصلحي الترم هادا؟؟
- لا ما راح أتصلح وما أبي أتصلح.. (غيري السالفة) لو سمحتي..
وهكذا لا شيء ينتج من الحوار معها عدا (غيرو أو غيري السالفة)..
مرت الأيام وقد أزف موعد اختبارات نهاية العام الجميع كان متحمسا للمذاكرة خاصة أن علينا الحصول على درجات عالية تمكننا من دخول الثانوية بتفوق.. وفي وسط زحام الحصص والمراجعات والسعي الدؤوب لإكمال المناهج..
***
(  -سحر: ايوة.. لمن جات أبلة (سميرة) هي وكم أبلة وقالتلنا حطو الشنط ع الطاولات                   وفصخوا جزمكم!
   -أبلة أمل: طيب كانت حصة ايش؟
   -سحر: كانت حصة عربي
   -أبلة أمل: وفين كانت (منيفة) وقتها؟
   -سحر: كانت في الحمام.. يمكن يعني
   -أبلة أمل: وانتو كنتو عارفين في الفصل يعني انها جايبة (البلاك بيري)؟
   -سحر: لأ ما كنا عارفين لين ما فتشوا
   -أبلة أمل: طيب روحي فصلك (سحر).. شكرا ع المعلومات
   -سحر: عفوا..   )
خرجت من مكتب (أبلة أمل) وذهبت إلى الفصل بعد ذلك التحقيق الذي استمر 45دقيقة، وأنا أفكر في تلك المشاغبة (منيفة) التي أحضرت معها جوالها الخاص يوم أمس ونالت ما نالت من العقاب وحسم الدرجات.. جلست في مكاني فهبت الطالبات نحوي والكل يسأل (اش صار) أو (اش قالتلك أبلة أمل) ووووووو وأنا أفكر في طريقة للتخلص من أسئلتهم.. نعم وجدتها وأجبتهم: يعني.. كانت (أبلة أمل) تسألني ايش اللي خلا (منيرة) تفتن على (منيفة) انها جابت الجوال.. بس!
صحيح أن الطالبات لم يقتنعن لكن كان علي الكذب لكي أنجو مما قلته للإدارة مع أني لم أقل غير الحقيقة لكن نظرة الفصل تبقى ظالمة لمن يتعاون مع الإدارة بأي طريقة كانت..
خفت كثيرا من (منيرة) بعد ما حدث يوم أمس فأنا سأكون أكثر حذرا في الأيام القادمة فربما يأتي دوري أنا للتوبيخ وحسم الدرجات لأن أي تصرف يتعارض مع مصالح (منيرة) سيذهب بفصلنا كاملا إلى الإدراة.. لكني أعلم أن (منيرة) لم تفعل ذلك إلا لخوفها من والدها الذي لو علم بأن هناك (آلة يمكن أن تلتقط الصور) دخلت إلى المدرسة (فسيذبحها) كما تقول..!
وكخوفي منها خفت عليها أيضا فالقوانين في 3/3م تنفذ بلا هوادة على كافة الطالبات وأول تلك القوانين أن (النذل يستحق المقاطعة) صحيح أن (منيرة) لم تكن (نذلة) جدا، لكن مفهوم (النذالة) في مجتمع المدرسة ينحصر في أنه يجب ألا تخرج الأسرار والمشكلات خارج الفصل حتى ولو إلى مربية الفصل فكيف بالإدارة؟!
أشفقت على (منيرة) وعلى (منيفة) أيضا فأنا واثقة من أن الأولى لم تبلغ عن الثانية إلا بسبب ما نسميه في الشلة بـ(فوبيا الكاميرات) الذي تظهر أعراضه عليها فور سماعها عن (آلة تصوير) حتى ولو كانت غير موجودة في المكان أصلا، وأنا واثقة أيضا من أن الثانية ستتعرض لاستجوابات لغاية شهر من الآن بما أننا في مدارس (.....) لكنها تستحق لأنها من أقحمت نفسها في مشاكل كهذه.. لكن الأمر كان سيمر على ما يرام ونحتفل بانتصار آخر تغلبنا فيه على الإدارة فهذه ليست المرة الأولى التي نحضر فيها الممنوعات بدءا بالمشروبات الغازية وانتهاء بجوالات الكاميرا..
صرنا نسمع الكثير من المضايقات أثناء دخولنا وخروجنا من المدرسة فصديقات (منيفة) كثيرات جدا ومن كافة المراحل، وهي طبعا لم تقصر في إخبارهم جميعا أن (منيرة) التي تنتمي لـ(شلتنا) هي (الفتانة)!
ولأنني أحسست بالحرج كان علي الذهاب والحديث معها عن الأسباب التي جعلتها تفعل ما فعلت، سألتها فأجابتني بالدموع وبعد ربع ساعة من البكاء، قالت:
-منيرة: والله ما كان قصدي.. أنا بس شفتها تصور وخفت انو تصورني بعدين الإدارة تتصل             على أبوي وتكلمه بعدين يقلب الدنيا على راسي.. ما كان قصدي هي تتضرر..
-سحر: خلاص يا بنت اللي سار سار.. بس أنا كنت أباكي تتكلمي قبل ما تسوي شي زي          اللي سويتيه يعني.. يعني ما كان لو داعي هادا التسرع.. كنتي قلتيلنا..
صحيح أني كنت قاسية معها في ذاك الحوار لكني كنت أريد أن أُشعرها بأن والدها يجب ألا يكون المتحكم بصداقتنا، وأن أُشعرها أيضا بأنها أخطأت لأنها لم تتصرف تصرفا سليما.. كان يجب أن تتأكد أولا من أن (منيفة) لم تصورها وأنا واثقة بأنها لن تجرؤ على التقاط ربع صورة لأي طالبة من الفصل فكيف بـ(منيرة)؟ كان يجب أن تحافظ على قوانين (3/3م) المقدسة والتي تميزه عن أي فصل من فصول المدرسة كلها.. لا أريد أن أقول أن (منيرة) أفسدت جميع علاقاتها وعلاقاتنا ببقية الفصل.. أفسدت تلك الروابط التي جمعتنا.. لكن الحقيقة أن هذا ما حدث فعلا.. صحيح أن طالبات الفصل استطعن تفهم موقفنا المغاير تماما لموقف (منيرة) لكنني أجزم بأنهن أصبحن يشعرن بالتوجس فور رؤيتنا ويبدأن بإخفاء كل شيء.. حتى المشروبات الغازية التي نتفق على إحضارها جميعا بدءا بـ(منيرة)
***
وأثناء هذا الجو المتوتر خطرت لصديقتنا (المحششة) في (الشلة) (آية) فكرة رائعة لم يكن بوسعها طرحها إلا في حصة العلوم!: بنات.. ايش رايكم نخرج سوا؟؟؟؟ يعني بمناسبة انو ماراح نحضر حفلة التخرج حقت المدرسة لأنها بايخة..
فصرخ الكل: لاحول ولا قوة إلا بالله مو وقتك (آية) خلي الحصة تخلص..
ألحظ قسمات وجه (منيرة) امتعضت قليلا لكنها لم تكن تريد لأحد أن يرى ذلك..
أسأل نفسي هل ستحدث مشكلة بسبب هذه الفكرة؟؟
علي التفكير في حل يخرجنا من هذا المأزق..
وجدتها.. بما أننا في (جدة) علينا إذا أن نذهب إلى (الشلال) مدينة ألعاب رائعة تخصص يوم الثلاثاء للنساء.. النساء وحدهن دون أي رجل ولو كان عمره لا يتجاوز ثلاث سنوات.!.
وأهمس فورا في أذن (روان) صديقتي المقربة: اش رايك نروح (الشلال)؟
فتجيبني: والله جبتيها يا بنت أصلا أبو (منيرة) حيخليها تروح بس لازم يوم الثلاثاء..
-أكيد اشبك لازم يوم الحريم ولا نسيتي؟
-لا ما نسيت يا (سحر) خلاص بعدين نكمل الهرجة الأبلة تطالع فينا من أول..
-طيب..
وأتظاهر بأنني أتناقش مع (روان) عن الدرس كي أنجو من المعلمة..
تنتهي تلك الحصة ونذهب للفسحة ونبدأ بالنقاش عن موضوع تلك النزهة (البناتية) فقط دون وجود الأهل المزعجين..
بدت (منيرة) مرحبة بفكرتي كثيرا خاصة أنني أقنعتها بأن تصطحب إحدى عماتها معنا كي يطمئن والدها فوافقت أخيرا ولكن ليس على الذهاب بل على اخبار والدها فقط.!.
***
-سحر: ألف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد..كلللش أبوكي وافق؟ معقول؟ مو              مصدقة!                          
-آية: يا سلام يا صقيقتي يا (منيرة) أخيرا ربنا هدى أبوكي.!.
-منيرة: خلاص ياسحر.. خلاص يا بنات بسكم عاد.. إن شا الله حنروح وننبسط بس ادعوا             إن شا الله أبوي ما يغير رايه..

***
قبل يوم واحد من موعد ذهابنا طرأت على تلك الرحلة المنتظرة مشكلة خاصة بي وهي أن أبي أخبرني بأنه لن يتمكن من إيصالي إلى (الشلال) يوم الثلاثاء لأنه مرتبط بمواعيد.. تبرمت في بداية الأمر وغضبت لكنني أدركت في نفسي أن صديقاتي سيؤجلن الرحلة كي يتسنى لي الذهاب معهن،، وفعلا ذهبت إلى المدرسة في اليوم التالي وأخبرت (الشلة) فوافقن فورا على تأجيلها إلى الأربعاء، لكن (منيرة) كان لها رأي آخر..
-منيرة: خلاص على كذا أنا مني رايحة معاكم
-آية: أوووووووف ليش يا (منيرة) احنا ما صدقنا أبوكي وافق
-منيرة: عشان حظرة الست سحر تبغى تروح الأربعاء لأنو أبوها مو فاظي..أنا ما                  يخلوني غير مع مرة أبوي وهي ما تقدر الربوع..!
-سحر: لا يا (منيرة) إزا فيها مشكلة أنا اللي ما أجي مو انتي وبعدين ياخي طفشتينا كل           شي أبوي أبوي يرحم أمك خلاص أنا اللي ما أروح وخلاص..

ونهضت من مكاني وخرجت من الفصل ساخطة..أحسست أنني غبية عندما فكرت في (منيرة) وهي لم تفكر بي وأخذت القرار بأن أذهب مع أختي يوم الأربعاء وحدنا وأن ذلك لن يكون أقل متعة من الذهاب مع البنات فلي أخت بألف (محشش)!
***
عدت إلى المنزل ووجدت أبي يلغي جميع مواعيد يوم الثلاثاء ففرحت كثيرا واتصلت فورا على (سارا) وأخبرتها بذلك ففرحت لي كثير وأخبرت الجميع.. لكنني ورغم أنني ذاهبة معهم يوم الثلاثاء أخذت موقفا من (منيرة) ومن تصرفها الأحمق..
***

وأخيرا.. (يا فرحة تمت) وصلنا إلى (الشلال) عند الخامسة والنصف عصرا، وما إن رأينا بعضنا حتى بدأنا بالصراخ..لا أدري ما إذا كان صراخنا هذا ناتجا عن حماسنا، أو ناتج عن دهشتنا لرؤية بعضنا البعض أخيرا بملابس مختلفة عن ذلك الزي الأزرق القاتم البغيض!
لن أنسى كيف كنا خائفات لكننا تشجعنا وصعدنا إلى (السكة الأفعوانية) أو ما نسميه (قطار الموت) المطل على البحر مباشرة، ولا أزال أتذكر كيف تخيلنا أن السكة ستنحرف فنطير عبر البحر الأحمر ونهبط وعرباتنا في (باب العزيزية) ونتمكن من رؤية (القذافي) وجها لوجه!!!!!!!!!!!!!
أذكر كيف كنا نتنقل من لعبة لأخرى كالأطفال،، وكيف كنا سعدااااء جدا.. هاهي الساعة تشير إلى الثامنة وخمس دقائق وهاهي (منيرة) تأتي راكضة نحونا...
-منيرة: بنات بنات.. يلا أنا رايحة مع السلامة
-آية: تعالي هنا.. اش الكلام الفاضي دا؟ كيف يعني رايحة؟ الساعة لسا تسعة
-منيرة: يعني حأطلع من الباب وأركب سيارة وأنقلع على بيتنا.. اش يعني؟ واذا على                  الساعة خلاص أنا أشوف انو قعدت معاكم كثير أبوي دق على زوجتو هاذي قال لها           يلا اخرجوا أنا برا وبس.. مع السلامة..
استغربت واستغرب الجميع من (منيرة) ومن هذا الفعل الشنيع الذي قامت به لكننا التزمنا الصمت من هول الصدمة...
***
كان هذا آخر موقف لي مع (منيرة) لأنني باختصار تخليت عنها.. لم تعد صديقتي لأنني سئمت اعتذاراتها الكثيرة عن كل مشروع نفكر في القيام به.. سئمت الإحراج الذي سببته لنا بعد مشكلة (منيفة).. سئمت من الجروح التي تسببها لي في كل مرة أتشاجر فيها معها.. وسئمت (بداوتها) القاتلة..
حزنت في البداية على كل اللحظات التي قضيناها معا لكنني وعندما اتخذت هذا القرار قطعت على نفسي عهدا بألا أتراجع فيه وها أنا أفعل.. لذلك توقفت عن التفكير في تبعات قراري هذا.. لأنه كان فعلا القرار الصائب.!!

وفي النهاية هذه رسالتي لـ(منيرة)
(منيرة إن كنت قرأت رسالتي فاعلمي أن كل لحظاتنا الجميلة ستبقى عالقة في مخيلتي رغم تخليّ عن صداقتك.. آسفة كثيرا لكني لم أعد أحتمل كل هذه المواقف الكثيرة التي ضغطت فيها على نفسي واحتملتك واحتملت تجاهلك للجميع و(بداوتك) المزعجة والتي لم تحاولي أبدا أن تتخلي عنها لأنك تعتقدين أنها الأصح دائما رغم إعجابك بمجتمعاتنا جميعا.. المهم أنني أكرر اعتذاري لك... أتمنى أن أراك كما تحبين.. سحر)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق