الخميس، 18 أكتوبر 2012

عبد الإله


"عبد الإله"
تسلل صوتها الصغير من سماعة الهاتف يخبرنا أن الصغير قد حصل على جرعة تطعيم ذاك اليوم، وكنت قبل ذاك أحب اسمه فلما تشكلت عنه تفاصيل أوفى رغبت أن أراه..
ليلة العيد تلك كانت "هبة" تحدثنا عن "عبد الإله" أخوها وابن عمي وعن جرعة تطعيمه وما خلفته من الحمى.. وعن الكمادات التي تعدها الخالة "إنصاف" لتزول عنه الحمى وعن وعن وعن..... وأطالت الصغيرة في الحديث وأطلنا في الاستماع.. عوضا عن مجيئهم إلينا..
لم أر الصغير في العيد رغم توقعاتي وتوقعاتنا أن يأتوا لكن ظروفا حالت بيني وبين رؤيته..
رغم سهولة النقل وتوفره وقلة تكلفته.. إلا أن ما حدث خلف شعورا ببعد جدة عن القصيم بعدا شاسعا يستحيل معه اللقاء حتى في الأعياد بطائرة أو حافلة أو سيارة.. لم أدرِ بعد لم أحببت "عبد الإله" كثيرا حتى صار هاجسا أن أراه ليلة العيد.. كل الخيوط التي حاولت جمعها لمعرفة السبب تقلصت في معلومة واحدة غير مكتملة وهي حبي للأطفال..!
لكن ذلك لم يقنع عقلي المنطقي دوما حتى حين العاطفة!! الكثير من الأطفال أحببتهم وتربع هو في المرتبة الأولى محرزا بذلك لقب "الأول" رغم أنه ليس الوحيد..
فدونه "المقداد" شقيق وفاء،، و"عمرو" ابن إحدى قريباتنا، و"آنَّا" التي ادعيت أنها ابنتي، و"حسوني" شقيقي اللطيف، "وحمودي" رغم أني غرت منه كثيرا في صغري، وحتى "آلاء" أختي الكبرى أحببت صورتها وهي آنذاك طفلة.. وأحببتني صغيرة جدا حتى همت بي وجاء "عبد الإله" يقلص حبي لنفسي وحب الأسماء أعلاه!!
المهم أيها الصغير ابن عمي، ألا تأتي لأراك؟ أم أنك يئست أنتَ الآخر فريت جدة صعبة المنال.. أم أنك لا تعلم عني شيئا أبدا ولم تلفظ "هبة" اسمي قربك كما تمنيت..
صغيري.. أخبر "هبة" أن تذكرني  عندك فربما أحببتني، وسأخبرها.. وربما جئتم وجئت ورأيتك وحملتك كما تمنيت دوما وقبلتك.. وأكملت الخيوط وفهمت سبب القصة برمتها..!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق