الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

قصة الريالين !

قصة الريالين ! Y

نظر إليها وتبسم..!
يد تداعب الشعر والأخرى تداعب "الصينية" الموضوعة على الطاولة..!
وتدفق صوته باسمها: "لميس"
كان له في كل حرف من اسمها نغمة..
التفتت بكلها: نعم سيدو
فاتسعت بسمته: سيبي عنك "الصينية" وقومي.. أبا منك شغلة..
وضعت يدها على ثغرها وضحكت.. ووضعت "الصينية" ونهضت إليه..
قبلت رأسه وقالت: والله لو سمعك ستيف جوبز كان مات!
فقال.. سيبيك دحين منو.. فول بريال، وتميس بريال!
فتبسمت.. حاضر سيدو
وغابت دقائق ثم عادت بطلبه فسلمها ريالين اثنين..!
مدت يدها لتغلق "حاسبها اللوحي" وجاءت تجالسه ليروي لها قصة الريالين !

(جدة القديمة تروي الحكاية.. وشاب قويّ يصرخ باكرا "فتاح ياعليم رزاق ياكريم" فيصجو الديك لفرط بكوره، يفتح باب دكانه على وقعها ويلجه، فتلفحه حرارة التنور.. وقدر "ألفول" يغدو بين يديه رواية رصينة توافقت فيها نكهة غنية مع صانع محترف، فغدت لا يخلو منها كل صباح !

جدة القديمة تروي.. تنظر من على علو إلى الشاب القوي! يطرق بابا فيفتح له وتعلو الزغاريد.. "صلاح اتزوج دُرية" وتزغرد جدة على طريقتها.. ما أجملها تبرق فترعد فتمطر" !

صبية عروب توقظ الشاب، فيستعدان للخروج.. يصرخ الشاب باكرا "فتاح ياعليم رزاق ياكريم" ويلجان الدكان، تشاركه من الخلف عمله، تراقب التنور.. ويكبر الدكان وتشهد جدة القديمة..
وتروي..
بكاء الصبية وتألمها.. وخشية الشاب في الخارج وخوفه.. رجاءه أن تظل بخير.. وصوت يعلو باكيا.. آذنا بالفرح فوق رجائه، وبكاؤها غدا تنهيدة عميقة وضحكة واسعة..!
وتخرج الداية ويلج الشاب، يقبل حبيبته والطفل.. ويحمد الربّ أن رزقا بمولود..!

وجدة القديمة تروي تنظر من علو إلى الرجل يشري دكانا في ناصية شارع جديد.. حتى غدت نواصي الشوارع عند البكور غاصة بمرتادي الفوال.. ونداءات صبيانه "فول بريال، تميس بريال" وهاهي جدة تزف إليه البشائر تلو البشائر.. صبايا وفتية، والعروب يزداد حسنها وبهاؤها.. والرجل يبلغ أشده .. يرجو من الله طول العمر والبركة فيه..!

وجدة تروي حين أوسدها التراب وقد أخذ عهدا ألا يعشق بعدها.. كبر الصغار وتحلقوا حوله يتابعون ما بدأه "قصة الريالين" التي بناهم منها حتى بلغوا أشدهم..

جدة تتسع بمرور السنين.. ومن علو تروي.. الشاب اليوم يستند عكازة.. أمام غرفة كبيرة البوابة.. يرجو لها أن تظل بخير وتخرج الممرضة حاملة إليه البشرى من ابنته..
: "
بنت"..!
يطرب الجد لحفيدته الأولى.. يقبل ابنته ويحملها بين ذراعيه.. يختار لها "لميس" عنوانا طروبا.. يحمل أربع نغمات بصوته الرخيم!
وتكبر الصغيرة تتابع قصة الفوال جدها.. عبر "الصينية" كما أطلق عليه الجد لما رآه مسطحا شبيها بها..!
في كل مرة تبشره..
:
سيدو جاك فولو على أكاونت المحل!
فيصحح لها: الدكان يا "لميس"
فتتبسم..

جدة تروي تتمة القصة..
الجد هناك يناديها بصوته الرخيم.. "لميس" ،ويناولها مبلغا مقدرا.. فتعجب..
وتتساءل عن الغرض فيجيبها..
:
الظاهر أحد سرّب لستيف جوبز انو أقول ع "الآيباد" صينية فمات!
وأتبعها بضحكة..!

ففي اليوم الذي توفي فيه صانع "الصينية" عقد الجد صُلحا مع "الصينية" وفاءً له! ليكمل عبرها قصة "الريالين"، قصة بطلها الفول، تكلفتها ريالين، وشاهدتاها.. "جدة" و"لميس" ،، معشوقتاه !

-تمت-
الجمعة 18/12/1433هــ
8:41 p.m

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق