الخميس، 1 ديسمبر 2011

أمنية أخشى استحالتها!


بين ضجيج الحياة وزحام المشاعر أجدني معلقة لا أقوى على الإفلات.. يحيط بي اليأس من كل جانب،، لكني أصر على أن الحياة برمتها لا تمثل أهمية بالنسبة لي بقدر ما يمثل "أحمد" و"بشرى" هذه الأهمية فهم أبنائي الذين أكافح من أجلهم..
أراني مجبرة على فعل الكثير مما لا أطيق.. من أجلهم فقط كيلا يشعروا بالعوز الذي أشعر به أنا..
أحبهم أكثر من نفسي لأني أرى فيهم الأمل الذي لا أراه في نفسي التي شاخت من الأنين رغم أني في بداية الثلاثينيات..!
أكثر ما يؤلمني هو أننا نعيش الحياة مرة واحدة فقط، لا نُمنح بعدها فرصة أخرى لتبديل الحزن بالسرور الذي طالما ادعيت أنني أشعر به..!
أعلم أن العالم كله لا يشعر بما أشعر به، ولا يمر بمثل ما أمر به من معاناة وإحراج مؤلم لأنه قدر لي أن أكون.. " زوجة سجين أدين في قضية ساذجة لا يعرف تفاصيلها هو نفسه!! "
بت أختبئ وطفليّ من الأقدار لكننا في الوقت نفسه ننتظرها بقلق.. نرجو منها إطلاق سراح أحبائنا كي نعيش ما بقي من حياتنا بسعادة.. نتمنى أن تمنحنا الأمل ولو للحظة.. نتمنى منها أن تحقق جزءا مما بقينا نرجوه طويلا...
أعلم أن ما نرجوه لن يتحقق بسهولة وأعلم أن أمانينا في عودة "عمر" تبدو مستحيلة، لكني أبصر وطفلي بصيصا من نور وسط العتمة.. ذلك النور الذي نتلهف لرؤيته قريبا منا ينير لنا دربا أصبح مليئا بالأشواك القذرة التي تعيق وصول "عمر" إلينا..
ما يزيد آلامنا هو تلك الاعتقالات الغريبة التي باتت هاجسا يدفعنا إلى التنقل من مكان لآخر ودفع أغلى ما نملك  للحصول على مكان آمن نعيش فيه بعيدا عن تلك الاتهامات التي جعلت مني وطفليّ مجرمين قتلة كما جعلت من "عمر" مجرما خطرا..!
أحمل في داخلي ألما أقوى من أن يحتمل، ألما يعصف بأحلامي وأحلام صغيريّ مرة تلو الأخرى..
أصبحت أتخبط بحثا عن سبيل يوصلني إلى "عمر" الذي لم يره أبناؤه بعد،،
أريد أن أسمع العالم صوتي، أريد أن أصرخ عاليا وأخبر الجميع أن "عمر" لم يقتل أحدا،، أريد أن أصحو من هذا الكابوس المزعج وأريد أن أرى ولديّ يعيشان بأمان مع والدهما.. أتمنى أن نجتمع معا أسرة واحدة بعيدا عن اتهامات الإعلام الساقط...!

ويظل سؤال "أحمد" و"بشرى" الذي يوجعني بعمق يستمر...
(ماما.. بابا متى حيجي؟؟!)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق