الخميس، 1 ديسمبر 2011

حصار الشعب المدرسي!!


حصاااار الشِعب المدرسي!!!
- ياااال فرحتي..الحصة فرااااااغ يا بنات!!
هكذا صرخت صرخة مدوية معلنة بداية (45) دقيقة من ذلك اليوم المزدحم دونما دراسة!!
أهمس محدثة نفسي:بدأ وقت المرح يجب على الفتاة الذكية مثلي أن تستغل هذه الفرصة الذهبية وتذهب لشراء ما يحلو لها من أصناف المئونة المدرسية (كما أسميها)..وأذهب فورًا لأستأذن من المعلمة ذات أسوأ الحظوظ، التي أجبرها فراغها المقيت من البقاء لحراستنا كالأطفال في فصل 1/3م، أهمس بكل أدب      
 
- معلمتي.. هل بإمكاني الذهاب لشراء الـ....،أقصد بعض الحاجيات التي تسهم إسهامًا فاعلًا في دفع عجلة التطور المدرسي لطالبة مدرسة التقوى؟!
تجيب تلك المعلمة: -تفضلي يا صغيرتي..من ستذهب معك؟؟
أجيب وبكل ثقة:صديقتي ذات الذكاء الفذ ..(رناد)..
قالت تلك المعلمة متوعدة: هيا بسرعة وإن تأخرتما في العودة فــ.......
أكمل:نعم يا معلمة سأعاقب وأوقع على مخالفة في ذلك السجل البني الكبير أو ربما ورقة التعهد..صحيح؟؟
تقول المعلمة معجبة:جميلٌ أنك تعرفين هيا إذًا بسرعة و..........
يقطع صوت وفاء حديث المعلمة بسؤال:إسراء..هل أنت ذاهبة للشراء..تفضلي اشتري لي (جالكسي الأحمر)..
أجيب: حسنًا..إلى اللقااااء يا معلمة..
أتسكع في الأسياب كعادتي لكني أتذكر حديث المعلمة بشأن العقاب فأقول لـ(رناد):هيا يا سمينة تحركي قبل أن نوقع على المخالفة في قلب مكتب المعلمات التاليات: فاطمة ساب ،حنان باسيف،نجوى زحيمان!!
ننزل درجات ذاك السلم الطويل نمر بمكتب (أبلة حسنة) نلقي عليها التحية ونمر
بكل خيلاء مستغربات عدم سؤال أبلة حسنة عن مكان ذهابنا بالتحديد..لكن..لكن توقعاتنا خابت، هاهي أبلة حسنة تسأل: -إلى أين أنتن ذاهبات؟؟
فأجيب أنا: -إلى المقصف للشراء..
فتقول: -ألم تسمعن بمنع الذهاب للشراء؟؟
فأجيب أنا أيضا: -لا للأسف.. وأكمل المسير باتجاه المقصف..
توقفني أبلة حسنة عن الذهاب قائلة : -إذا ها قد سمعتن الآن..ممنوووووووع..!
نجر أذيال الخيبة ورؤوسنا تكاد تسقط من الأسى الذي نظهره بعد منعنا من شراء المئونة المدرسية..ونصعد مرة أخرى درجات ذلك السلم الطويل الذي بدا أكثر طولا من ذي قبل..تهمس رناد: -يال القانون الجائر، لم يسمح لبنات المرحلة الثانوية الفاشلات بالذهاب إلى الشراء دون منع أو حتى سؤال نسعد نحن إن لم نُسأله؟؟؟؟
أجبتها: - لا أدري..
عدت إلى الفصل ورأيت المعلمة ذات الحظ السيء ورأسها أجزم بأنه يكاد ينفجر
أنظر إلى وفاء التي بدا وجهها أحمرا حمرة الطماطم من الغضب الذي أعلم أن سببيه اثنين الأول: أنني تأخرت عنها والثاني: أنني لم أحضر لها جالكسي الأحمر..!
سألتني وعينيها تشتعل من الغضب:-أين جالكسي
الأحمر؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
فأجبتها وبكل هدوء:-لقد منعتنا أبلة حسنة هداها الله من الذهاب إلى المقصف للشراء لأنه قد منع ذلك...
لم تستطع وفاء الكلام لأن هذا القانون قد نفذ وأي قانون ينفذ في مدارس التقوى الأهلية للبنات بجدة بالمملكة العربية السعودية لا مجال للمناقشة فيه..
جلسنا ننتظر وننتظر وفي كل مرة أذهب للمطالبة بحقي في الشراء دونما جدوى أو حتى قبول يذكر..
وها نحن نجلس ونجلس وننتظر حتى يفك حصار التقوى ونحاول المناقشة والجدال مع المسؤولات عن ذلك ولكن هذا القانون لم ينتهي عمره الافتراضي حتى الآن...
حقا إن انتظار فك الحصار صعب ولكننا عزمنا على فكه وبأي طريقة كانت..
فنحن بنات التقوى...... والأجر على الله..!!...!...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق