الجمعة، 2 ديسمبر 2011

أنا منك.. كخروج المهزوم!!


-  هل لي أن أسألك سؤالا؟
-  تفضل دكتور
-  ما الذي جعلها تفقد الوعي؟
يطرق رأسه.. 
**
أستفيق فأراه واضعا رأسه على يدي.. أجذب يدي بقوة فيستيقظ فزعا، وتترقرق دمعتان في عينيه..
- أرجوكِ اسمعيني..
وحالما أرى وجهه أصرخ صرخة هستيرية وأنتفض ويقشعر بدني.. يبدأ بلمسي كي أهدأ فيزداد صراخي، ويبتعد قليلا ثم يقترب ثم يبتعد مرة أخرى..تضطرب خطواته ويبقى مبتعدا عني ينظر إلي بعين كسيرة ويجثو على ركبتيه ويبكي بكاء مريرا.. وأبكي معه!
العودة إلى المنزل كابوس يقض مضجعي فهو بلا شك يضمن عودتي إلى هنا.. !
**
كانت أولى زياراتي إلي المشفى..
اختلاف كبير طرأ عليَّ الآن.. ففي كل مرة يغضب (براء) فيها أعود لأتذكر ما قيل لي حينها..
-  متأكدة من قدرتك على العيش معه؟
- ليس سوى اضطراب نفسي.. ثم إنه يحبني..!
ثم أحضر ما سأفعله يوم غد في المشفى.. أو قد أخرج اليوم.. لا يشكل فارقا كبيرا
وبما أن الفعل يتكرر فالنتائج تتكرر.. صخب وبكاء وآثار على جسدي.. ثم وعود بعدم التكرار..
لكن الفعل يظل.. أو ظل يتكرر.. لأني لم أوقفه منذ البداية..
كنت أبدو بعدها كالموتى.. ظلمتهم بتشبيههم بي.. فهم أحسن حالا مني على الأقل هم لا يشعرون بالألم..
أما أنا فكنت أشعر بآلاااام.. لا أخرج من (منزلي) كي لا يعود يوما ويجده خاليا وينتهي بي الأمر في غرفة بيضاء وسط ثلة من أشخاص ينظرون إليّ بشفقة.. ربما هذا ما دفعهم لعلاجي.. ثم يكرر تلك الكلمة (أحبك) ويكررها ويكررها حتى أشعر بالغثيان وأرتمي في حضنه مثبتة بذلك تناقضي..!
**
أقهقه ضحكا حتى تدمع عيناي..!
حينما أذكر تلك الرقيقة..
لكن لحظة تأخذ دموعي إلى منحى آخر..
فتصبح.. دموع ألم..!
**
الجميع كان يزغرد.. يصفق.. يهنئ.. ونحن نزداد فرحا..
كانت الأضواء تتلألأ.. الأغاني تعلو.. والوجوه تعلوها البسمات.. 
كان أروع أيامي.. نظر إليّ يومها وطبع قبلة على خدي..
-  اتفضلي.. مدام!
ابتسمت وركبت السيارة باتجاه (منزلي)..
شعرت بنشوة تعتريني فقد حققت حلمي في الارتباط بمن اخترت..
ربما هو الحب الذي لم يدعني أشعر بأي شيء آخر..
ألومه كثيرا.. فبسببه أنا اليوم ألملم أجزائي بصعوبة من زوايا (منزلي).. الذي تركته..!
رغم كل استجداءاته ورجاءاته وكل ذلك التكرار لها..
(أحبك).. لم تكن في قصتي كلمة.. بل هي  قدر جعل رجلا مصابا بأقسى أنواع الاضطرابات النفسية يرتبط بي..
وروضني على الصبر في كل مرة..
وأجبرني على تحمل غضبه.. ضربه جسدي الذي لم أعد أراه.. بل أرى فقط آثار صفعاته.. والصمت الذي لا أجد سواه حلا..
وخرجت منك (براء) بلقب (مخلوعة)..
خروجا آلم ما يكون.. فهو  خروج مهزوم.. !



21/12/1432

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق