الاثنين، 12 ديسمبر 2011


بذور البيض!!
لم تكن براءة على دراية كاملة بما تريد أن تكون في المستقبل، لكنها طفلة ذكية وتحب الحيوانات والنباتات فهي تعتبرها مخلوقات غامضة وتحاول اكتشاف الكثير عنها
أمي..لم يملك الأرنب أسنان طويلة؟ولم يتمكن الجمل من العيش في الصحراء لفترة طويلة؟ ولم للتمساح أشواك في ظهره؟! و......و........وغيرها الكثير من الإستفهامات التي تطرحها على والدتها التي تجيبها بما لديها من خبرة ضئيلة في هذا المجال الذي تحبه ابنتها.
ذات يوم وبينما كانت أم براءة تعد لابنتها الوحيدة طعام الإفطار تفاجأت بابنتها تحمل قطتها وقد ربطت قدميها بشريط لاصق معا!!
صرخت الأم:براءة..ما هذا؟
براءة:ألا ترين يا أمي أنني أريح القطة من عناء الحركة؟ فكرت أنه لو ألصقت قدميها معا حتى أعود من المدرسة فسترتاح من الحركة وستصبح طاقتها أكبر عندما أفك الشريط اللاصق لأنها ستوفر الطاقة عندما تكون قدماها ملصقتين!!
ردت الأم:لا يا صغيرتي فكي الشريط اللاصق عن القطة، إنها معتادة على الحركة ولا يجب أن نمنعها منها لأنها ستموت..كل حيوان يا صغيرتي متكيف على نوع معين من المعيشة فلو منعنا السمك من المياه فسيموت وكذلك القطة..
قالت براءة: حسنا يا أمي سأفك الشريط عن القطة لأنني لا أريدها أن تموت..
قالت الأم:أحسنت يا براءة
لم تكن هذه المرة الأولى التي تفكر فيها براءة بفكرة كهذه فلطالما فكرت براءة بقطع أذني الكلب كي لا يزعجه صوت مسجل الجيران!!، ولطالما أخبرت والدتها بأنها تريد أن تطعم السمكة طعام القطة كي تنمو لها مخالب وأظافر حادة!!
كان على الأم أن تراقب ابنتها ذات الخمسة أعوام في كل وقت كي لا تقدم على فعل شيء كهذا، ورغم أن والدتها تقنعها دوما بأن ما تفكر فيه غير صحيح، إلا أن براءة تصر على أنها تقدم خدمات جليلة للحيوانات!!
 يوم آخر تقرر فيه براءة عمل شيء جديد لكنه هذه المرة من نوع مختلف، ذهبت الصغيرة إلى والدها هذه المرة، وبما أنها تحب الزراعة قررت أن تخبر والدها برغبتها في الزراعة..
قالت براءة:أبي هل يمكنني أن أزرع في حديقة منزلنا؟؟
رد الأب:وماذا ستزرعين فيها؟
قالت براءة:ممممم،،طماطم، وتفاح،و.......دجاج!!
قال الأب:ماذا تعنين بــ(دجاج)؟!!
ردت براءة:سأزرع دجاجا يا أبي وسأحتاج إلى (البذور البيضية!!) كي أكمل العمل بنجاح!!
ضحك الأب مليا معجبا بخيال ابنته الخصب وقال:أخبريني يا صغيرتي الذكية براءة كيف ستزرعين الدجاج؟؟
ردت براءة:حسنا يا أبي بما أنك لا تعرف فسأخبرك..احمم..أولا:نشتري بيضا من المتجر ونزرعه في تربة صالحة للزراعة فإن زرعناه أفقيا حصلنا على دجاجة،وإن زرعناه عموديا حصلنا على ديك،ثم نسقيه بالماء ونعرضه لضوء الشمس ونهتم به جيدا فتخرج لنا ديك أو دجاجة كبيرة وسمينة،،فقط!!
قال الأب:إذا ما رأيك أن نجرب هذه الفكرة؟!
ردت براءة:هل أنت جاد يا أبي،،بكل سرور هيا قبل أن تغير رأيك..
ذهب الأب مع ابنته وهو يعلم بأن هذا شيء مستحيل لكنه أراد أن يفهمهما ذلك بطريقة عملية،، أخذت براءة البيض وزرعته في حديقة المنزل واهتمت به لأسابيع لكنها لاحظت أنه لم يحدث شيء للبيض بعكس المزروعات الأخرى، فذهبت إلى والدها مرة أخرى وقالت: أبي لم يحدث شيء للبيض ولم يصبح دجاجا حتى الآن..ماذا أفعل؟؟؟
قال الأب:إنه لن يصبح دجاجا أبدا يا بنيتي،،اسمعي يا براءة إن البيض لا يزرع وينتج الدجاج، لكنه...
صرخت براءة: ماذا؟!! وماذا عن مزارع الدجاج يا أبي أنا لم أعد أفهم....
رد الأب:اصبري يا براءة سأفهمك..إن مزارع الدجاج يا صغيرتي صنعت لتفريخ الدجاج..ماذا يعني تفريخ الدجاج؟؟أليس كذلك؟
ردت براءة ضاحكة:نعم
قال الأب:حسنا..الدجاج يا براءة يتكاثر بالبيض،أي أنه يبيض وفي داخل البيضة يكون الصوص فينقل بعض بيض الدجاج إلى المزارع كي يستخرج منه صغار الدجاج. أعرف أنك تريدين معرفة كيفية استخراج الصغار..أليس كذلك؟
ردت براءة:نعم يا أبي
قال الأب:حسنا..ما رأيك أن آخذك إلى إحدى مزارع تفريخ الدجاج كي نشاهد ذلك مباشرة؟
ردت براءة:واااااااوو.. شكرا جزيلا لك يا أبي..
وذهبت براءة مع والدها إلى إحدى مزارع الدجاج، وفهمت أن الدجاج لا يزرع، وإنما يتكاثر بالبيض..





القصة مستوحاة من قصة حقيقية  لطفلة
اختيرت هذه القصة للمشاركة في معرض (ألوان موهوبة) بمدارس التقوى الأهلية بجدة 16 /5/ 1430هــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق