الأربعاء، 18 أبريل 2012

يمن


خلتها مدللة حين عللت للأستاذ سبب بكائها المفاجئ بأن حشرة لدغتها وضحكت من ذلك الدلال المقرف كما ضحك كل الطلاب والطالبات..
اقترب منها الأستاذ.. أطرقت رأسها فرفعه,,
: مابك (يـمن)؟
نظرتُ إلى الفتاة.. تبدو عليها رعشة.. عيناها غائرتان.. شفتاها متقرحتان.. غيرت وجهة نظري وتابعت باهتمام..
جثا الأستاذ على ركبتيه وحدثها..
: حدثت مصيبة كبرى لا ندري ما
هي.. لكن على كل حال الصبر هو ذلك الترياق الشافي لجروحنا.. مهما كانت يا (يمن)..
شهقَت حتى ظننتُ أن قلبها سيخرج ومالت من على الكرسي وسقطت مغشيا عليها..
صرخ الجميع فزعا فحملناها إلى العيادة.. وعدنا نستكمل درسنا..
لم أفهم شيئا من درس الرياضيات لكنني أعلم أن هذه الفتاة لم تعد بخير مذ رأيتها تسير مع هذا الذي أمامي.. فسرح تفكيري بعيدا..
في نهاية اليوم.. ذهبتُ إلى العيادة.. طرقتُ الباب وفتحته..
فجلست بعد أن كانت ترقد على السرير.. جلست بجوارها فابتعدَت فانتقلتُ إلى الكرسي..
: كيف حالك الآن يا (يمن)؟
عدلت غطاء رأسها وأجابت بصوت محشرج..
: بخير
نظرت إليّ بعينين حادتين.. فقلت
: جئت لأطمئن عليك (يمن).. وآخذك إلى البيت
صرخت..
: لا
لكنها استدركت..
: أقصد.. لا تتعب نفسك سأذهب وحدي
وحملت حقيبتها وخرجت من الغرفة فتبعتها..
: (يمن) انتظري
التفتت.. فأردفتُ..
: لا تقلقي لن أؤذيك.. أردت فقط ايصالك إلى المنزل.. أرجوكِ
لم تستطع الرفض أمام إصراري فوافقت على مضض
طيلة الطريق كنت أحاول أن أفهم سبب تلك الحالة التي تعتريها.. قطعَت تفكيري قائلة..
:  ماذا تريد مني (لؤي)؟
: أريد أن أعرف بك.. مهلا أعلم أن لا شأن لي.. لكن اعتبري ذلك فضولا لا أكثر .............
قاطعتني..
: آسفة يا (لؤي).. لا شأن لك فعلا
: أعلم.. لكن.. كل ما في الأمر أن صفنا فقد تلك اللمسة الطفولية البريئة.. مشاكساتك ودعابتك.. (يمن) لا تزال دفاتري فارغة بانتظار أن أكملها من دفاترك.. ارتديتِ الحجاب فجأة رغم صغر سنك.. تدهورت صحتك واسمر لونك.. يداك مرتعشتان.. عيناك غائرتان.. شفتاك متقرحتان.. وكل ماهو سعيد صار تعيسا بدءا برأسك وحتى أخمص قدميك.. ما بك (يمن)؟
: السبب هو أنني في الثانية عشرة وأنت في الخامسة عشر وكلانا في الأول الاعدادي.. سنكمل حديثنا لاحقا.. وصلت إلى منزلي.. إلى اللقاء
: إلى اللقاء !
لم أفهم شيئا مما قالت لكني مضيت وقد كون ذهني افتراضات كثيرة لما يمكن أن يحول طفلة بريئة إلى شابة فجأة..
وسرح تفكيري في هذه الـ (يـــــمــَن) بعيدا..
أخذت هاتفي واتصلت به..
: ألو (عماد)
: مرحبا
: لم تغيبت هذا اليوم؟
: ألم أخبرك أنني سأنتقل إلى مدرسة .......................
تأكدت حينها أنني على حق.. قاطعته
: لم ستنتقل؟!
: لكي أزيد من تحصيلي الدراسي ذهبت إلى مدرسة خاصة
: اسمع كن في المقهى المجاور لمنزلكم بعد ساعة.. سألتقيك هناك
: لا أريد ! أو لا أستطيع يا (لؤي) لدي أشغال كثيرة اليوم
: سألتقيك يا (عماد) ولا تكثر الحديث
: لن أفعل
: بل ستفعل
وأغلق الخط في وجهي..
ذهبت إلى المنزل.. تناولت طعامي سريعا وأخذت حماما دافئا وذهبت إلى المقهى فلم أجده.. اتصلت به فلم تجبني سوى تلك الغبية التي تخبرني بأن الهاتف المطلوب مغلق حاليا.. صعدت إلى منزله.. طرقت الباب طرقا عنيفا ففتحت لي إحداهن..
: مرحبا (عماد) موجود؟
: آسفة ليس هنا حاليا.. سأخبره أنك..............
: لا تخبريه بشيء.. إلى اللقاء
ونزلت سريعا إلى المقهى.. انتظرت دقائق فلم يأتي فعدت أدراجي إلى المنزل..
في اليوم التالي حضرت باكرا إلى المدرسة.. صعدت إلى الصف فوجدت مقعدها خاليا.. لا بأس ربما أرادت حضور الطابور الصباحي..
نزلت مرة أخرى فوجدتها تتحدث مع الحارس عند الباب.. ذهبت إليهما وسألته..
: ماذا أردت منها سيدي؟
: تأخرت الفتاة عن الوقت المحدد لن أدخلها إلا بإذن المدير
فقالت له
: اسمح لي بالدخول.. أتيت سيرا على الأقدام المسافة طويلة
لا أدري ما الذي دفعني لأكذب لكنني صرخت في وجهه
: ألا تعلم أن هنالك ازدحام في الشارع المقابل بسبب أعمال الصيانة.. لو أنها استقلت سيارة لوصلت بعد ساعة.. اتركها تدخل
: حسنا أول وآخر مرة
: ادخلي (يمن)..
رفعت عينيها إليّ وابتسمت..
: شكرا لك
: عفوا
صعدنا إلى الصف ففاجئنا الأستاذ باختبار أثار جلبة كبيرة إذ أنه أراد قياس مستوياتنا.. استسلمنا للأمر ونظمنا الصفوف.. قربت مكتبي من مكتبها.. وُزِّع الورق فأجبت عن سؤال واحد من أصل أربعة وفشلت كل محاولاتي في إخراج الكتاب لأحصل على الإجابات.. نظرت إلى صديقي فلم أجده أحسن حالا مني فاستسلمت لأني سأرسب في هذا الاختبار..
وضعت رأسي على الطاولة ونظرت إليها فابتسمت وأشارت إليّ أن نتبادل الأوراق.. فرحت جدا وتبادلنا الأوراق في حذر كتبت اسمي على ورقتها فكتبت اسمها على ورقتي وأكملت حلها.. أنظر إليها بعمق وأغبط ورقتي إذ أنها قريبة منها كفاية لتعرف ما بها.. وأعلم أنها تشعر بأني أغبى طالب رأته في حياتها إذ لم أتمكن من إكمال تلك الورقة,.
انتهى الاختبار بسلام فذهبت إليها..
: (يمن) أردت شكرك
: عفوا لكن عليك أن تذاكر أولا بأول لتحصل على معدل جيد
: حسنا.. أمرك سيدتي.. شكرا لك مجددا
ابتسمت وذهبت لتعدل طاولتها استعدادا لحصة مملة أخرى..
استأذنتُ باكرا ذلك اليوم بعد أن عرفت مدرسة (عماد) التي انتقل إليها.. دخلت فإذ بها مدرسة عالية المستوى.. لم أستغرب كثيرا فصديقنا مترف ومدلل.. دخلت إلى المراقب..
: مرحبا سيدي أردت زيارة صديقي.. انتقل إليكم منذ أيام..
: حسنا بني دقائق من فضلك
وأعطيته بياناته فلم تمر سوى دقائق حتى نزل من صفه وما إن رآني حتى تجهم..
: ماذا تريد يا (لؤي)؟
: أريد أن أعرف ما الذي دار بينك وبين (يمن)؟
: من (يمن)؟
: ألم تعد تعرفها؟ (يمن) أصغر طالبة في صفنا
: نعم نعم ما بها؟
صرخت في وجهه
: ألم تسمعني قلت ما الذي دار بينك وبينها؟
: لا شيء
: أجب يا (عماد) ولا تحاول التهرب هل ظننت أنني سأصدق أنك انتقلت إلى هنا لتزيد من تحصيلك؟ أنت الوحيد الذي لا يبالي بالدراسة
: اسمع لا تحشر أنفك في شيء ليس له وجود أصلا من (يمن) حتى تكون لي علاقة معها.. ثم ما الأسباب التي تدفعني لذلك؟
: إن لم ترد الاعتراف فسأجعلك تقر بالقانون
: أأسمي هذا تهديدا؟
: سمه ما شئت
وخرجت من مدرسته مستقلا دراجتي النارية نحو المنزل.. رأيتها تسير وحدها فاقتربت منها ولما سمعت صوت دراجتي أفلتت حقيبتها والتفتت بحذر.. فقلت
: اصعدي (يمن)
وأخذتُ حقيبتها من على الأرض ومسحتُ عنها الغبار.. سألتها محاولا تلطيف الجو..
: أهذه أول مرة تستقلين فيها دراجة نارية؟
: نعم
: حسنا تمسكي جيدا..
وانطلقت بأقصى سرعتي..
لاحظتْ أنني أسير في طريق غير الذي اعتادته.. فقالت باضطراب..
: بيتي من هنا (لؤي)
: أعلم لكنني سأطيل الطريق كي تستمتعي برحلة على متن الدراجة
اضطرب صوتها أكثر..
: أنزلني هنا (لؤي).. أرجوك
صرخت وارتعشت يداها..
: أنزلني هنا لا أريد شيئا.. أرجوك
أوقفت دراجتي ونزلت لأساعدها على النزول أمسكت يديها فأفلتتهما بقوة.. ثوان صامتة مرت حاولت إخفاء دموعها لكنها لم تستطع.. أمسكت يديها أخرى.. حاولت إفلاتهما لكنني أحكمت قبضتي فنظرت إليّ بعينين دامعتين.. ربتُّ على كتفيها..
: اطمئني (يمن) أعدك بأني لن أؤذيك.. فقط اصعدي إن أردت
صعدت مرة أخرى.. فقلت لها..
: مجددا.. تمسكي جيدا
تمسكت جيدا فطفنا حول الحي ثم أوصلتها إلى المنزل..
حاولت في الأيام التالية أن أجمع خيوط قصتها لأفهم ما الذي حدث وكنت واثقا أن لـ(عماد) علاقة بما يحدث مع (يمن).. صرت أتقرب منها كلما سنحت لي الفرصة لكنها لم تثق بنزاهتي حتى الآن.. لا بأس في ذلك فما دامت تستطيع الحديث معي بأريحية إذا سأعرف عما قريب تفاصيل الحكاية كاملة
رن جرس الحصة الثالثة فأخذت فطوري وذهبت ونزلت إلى الفناء لآكل أخيرا بعد حصص ثلاث أشعرنني بالإنهاك..
بحثت عنها فوجدتها تجلس وحدها.. ذهبت إلى المقصف واشتريت "الشيبس" لي ولها فهي تحبه كثيرا كما أعلم.. اقتربت منها..
: مرحبا (يمن)..
: أهلا اجلس
استبشرت لأنها أمرتني بالجلوس من تلقاء نفسها وشعرت كأنها بدأت تثق بي.. ناولتها "الشيبس"..
: تحبين هذا النوع كثيرا.. تفضلي
:شكرا لك
وفتحته وبدأت تأكل فاستبشرت أخرى لأني أصبحت شيئا لا تخشاه..
صمتنا قليلا ثم سألتها..
: من الذي أسماك (يمنًا) يا (يمن)؟
: أمي –رحمها الله- وأبي.. كلاهما اتفقا على هذا الاسم
: جميل
: أنجبتني أمي بعد سبعة عشر عاما منذ ولادتها الأولى بأختي.. ذهبا إلى اليمن لتعد أمي رسالة الدكتوراه وأنجبتني فأسمتني (يمن) تيمنا باليمن
: عم كانت رسالتها؟
: عن التربة.. كانت تود أن تدرس الغابات
: وأنتِ؟
: أود أن أصير محامية.. ماذا عنك؟
: لا أدري حتى الآن.. لم أقرر بعد لكن المحاماة تروقني.. قد أصير محاميا
: أود الجلوس على الأرض..
قالتها فطرت فرحا فهذا مؤشر ثالث يدل على ارتياحها.. كنت أسعد من في الكون حينها لأنني اقتربت من معرفة ما حدث..
في نهاية اليوم عدت إلى الصف لأبحث عنها فوجدتها تكتب.. ولما تنبهت لوجودي أخفت دفترها في الدرج وحملت حقيبتها ووقفت..
: أردت شيئا يا (لؤي)؟
: ألن تذهبي إلى المنزل؟
: بلى
: هيا إذا
وذهبت معي ونسيت ذلك الدفتر.. خرجنا من المدرسة وركبنا الدراجة فتظاهرت بأن أستاذ الرياضيات يريد أن يكلمني.. وصعدت سريعا وأخفيت دفترها ذاك في حقيبتي وعدت فوجدتها لا تزال بانتظاري.. ركبنا الدراجة وأوصلتها إلى المنزل وعدت بأقصى سرعتي إلى منزلي.. فتحت حقيبتي وأخرجت ذلك الدفتر وبدأت أقرأ.. لاحظت أولا اضطرابا في خطها الذي اعتدت أن يكون جميلا.. ولاحظت بللا في أجزاء من الورقة فعلمت أنها دموعها..
صعقتني أول جملة كتبتها..
"أن تغتصب براءتي فهذا لا يعني أنك رجل.. بتاتا"
ألقيت بالدفتر وارتميت على سريري فتلك الجملة كانت كفيلة بأن تدخلني في حالة من الصمت لساعة كاملة.. لم أستيقظ إلا على طرق الباب..
قمت بتثاقل لأفتحه.. وإذ بها أمي
: ما بك (لؤي).. لا تزال ترتدي ملابس المدرسة.. هل أنت على ما يرام؟
تمتمت..
: نعم
وشعرت بجسدي يهوي فاستندت على الباب وفزعت أمي
: أأنت مصاب بالدوار يا بني؟
لم أجبها وسحبت خطواتي الثقيلة إلى السرير وألقيت بجسدي فيه.. وقلت لها
: غطيني..
شعرت بالدفء قليلا لكن دموعي لم تتوقف عن الجريان فأحست أمي أن هنالك خطب ما.. خشيت أن ترى الدفتر فقربته إليّ برجلي وأخفيته تحت وسادتي.. ونمت بعمق يومها وقد قررت أمي ألا أذهب إلى المدرسة غدا..
استيقظت فوجدت ساعتي تشير إلى التاسعة مساء.. قمت من فراشي وأوصدت باب غرفتي.. طرقت أمي الباب فأجبتها
: أبدل ملابسي يا أمي
صرخت من خلف الباب
: هل أنت بخير يا بني؟
:نعم يا أمي لا تقلقي..
وأخرجت دفترها وأكملت قراءتي حتى وصلت لنهاية الصفحة فوجدت اسمه فيها.. وفورا وضعت خططي للنيل من ذلك السافل..
استيقظت صباحا فأمرتني أمي أن ألازم السرير ففعلت.. وقبيل الظهيرة تناولت طعامي وخرجت إلى مدرسته.. انتظرته حتى خرج فأقبلت نحوه..
: كيف حالك (عماد)؟
: أهلا.. ماذا تريد هذه المرة؟
: جئت لأعتذر عما حدث ذلك اليوم
: تعتذر؟؟! سبحان مغير الأحوال
: تذكرت ما حدث لـ(مصطفى) يوم أن غضبت منه ففعل والدك ما فعل بوالده.. بصراحة لا أريد أن يفصل أبي من عمله بسبب خصومة بيننا.. لذا سأدعوك إلى منزلي اليوم لتناول طعام الغداء..
: غداء؟ لما لا يكون عشاء أو حفل شواء؟
: أرجوك فأنا مشغول هذه الليلة
: حسنا انتظر قليلا لأعلم السائق
:سأقف عند تلك الدراجة
أنهى مكالمته وركب معي واتجهنا نحو المنزل.. أدخلته إلى حجرتي دون أن يراه أحد وذهبت لأحضر بندقية صيد والدي..
دخلت وأخفيتها خلف ظهري وأحكمت إغلاق الباب..
سألته بهدوء..
: ألن تخبرني ما الذي دار بينك وبين (يمن)؟
فزع وقرر الصراخ فكممت فمه وأخرجت البندقية وهمست في أذنه..
: أقسم يا هذا أنني سأفرغها في رأسك إن لم تخبرني
طلب مني أن بعد المنديل.. وهددني بأن يخبر والده فوجهت نحوه البندقية وكررت قسمي..
أخرجت الدفتر وقرأت ما فيه فأسقط في يده واعترف بما فعل..
أطلقت سراحه ورافقته حتى الباب.. أخرجت من جيبي مسجلا وهددته به إن أخبر أحدا بما حدث اليوم فوعدني.. لكن غليلي لم يشفى فأخذته عند زاوية من زوايا الحي وأوسعته ضربا وتركته هناك بعد أن ألقيت في وجهه مالا ليستقل به سيارة أجرة..
ذهبت إلى المدرسة في اليوم التالي.. تمنيت ألا أراها لأول مرة لأني لا أدري ما أقول.. صعدنا إلى الصف ولم تأتي فحمدت الله..
في منتصف الحصة الثالثة.. كنت سارحا أنظر من نافذة الصف عندما طرق الباب.. فتح الباب وإذ بها تأتي.. نظرت إليها ونظرت إليّ وكلانا على علم بما يدور في خلد الآخر.. وضعت رأسي بين قدمي كيلا أعي شيئا مما يحدث حولي..
رن جرس نهاية الحصة فخرجت إلى الحمام سريعا.. غسلت وجهي ونظرت إلى المرآة فوجدتها تقف عند الباب.. اقتربت منها فأمسكت بيدي وهزتني..
: أعلم أنك تعلم.. أعلم أنك تعلم يا (لؤي).. اجعله سرا أرجوك
وجثت على ركبتيها وعادت ترجوني.. وبكت حتى ما عدت أميز ملامح وجهها.. كنت واقفا مكتوف الأيدي مشدوهًا أنظر إليها فحسب.. حاولَت النهوض وما إن وقفَت حتى سقطت مرة أخرى..
خشيت عليها كثيرا ولم أعرف ما أفعل هززت كتفيها..
: (يمن) انهضي أرجوك.. أقسم أني لن أخبر أحدا
 حملتها بيدين مرتعشتين إلى العيادة.. مددتها على السرير وغطيتها.. وزودتها الطبيبة بالأكسجين فاستعادت وعيها..
طلبت من الطبيبة تركنا وحدنا ففعلت.. أغلقت الباب خلفها وعدت لـ(يمن)..
: (لؤي) أرجوك لا أحد يعلم بما تعلم سوى شقيقتي.. حتى أبي لم أخبره.. خشيت عليه يا (لؤي).. أرجوك..
هدأت من روعها..
: حسنا لن أخبر أحدا.. أقسم لك.. لكن أخبريني كيف حدث ما حدث؟
صمتت طويلا.. ومسحت دموعها
: ذهبت إليه لنذاكر سويا ............
وصمتت فعرفت التتمة.. ولم أسألها بعدُ عن شيء ،،
***********
خرجت من محاضرتي فوجدتها تجلس في الفناء بانتظاري..
باغتها من خلفها ووضعت يدي على عينيها فقالت..
: أعلم أنك لؤي
: لكنك لا تعلمين ما بحوزة لؤي
وأخرجت من جيبي علبة وفتحتها..
: فلتفتح أميرتي عينيها
صرخت متفاجئة..
: ما هذا يا لؤي؟؟!!
،،
ألبستها " الدبلة" وألبستي ،، فحملتها ودرت بها ،، وحلق قلبي فرحا وكذا قلبها وظلت
يَمَنْ
أميرتي ،، وظللت أميرها رغم كل شيء ،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق