الجمعة، 1 فبراير 2013

حديث الاستقلال (1)



[حديثُ الاستقلالِ]
اليوم نرفع راية استقلالنا ، من الغربة !



Misssoso2010@live.com
esraa.r.alqorashi@facebook.com
@EsraaAlqorashi
http://esraa-alqorashi.blogspot.com/


 

الذكرى السابعة والخمسون لاستقلال السودان.

ذاك حديثٌ ذو شجن !
جرح المغترب وطنه، والوطن أيضا بُرءُ ذاك الجرح..
جرحٌ كهذا يعالج بالطرب، والاستقلالُ عنوان طروب..
أهزوجة جميلة سنوية، نتغنى بها ، ننتشي على وقعها طربا، وتزدهر فينا الأماني..
يتعاظم الحب في صدورنا، فنبلغ يومها من العشقِ أوجه، ومن الانتماء أعلاه، نتحاشى
ذكر الغربة؛ لئلا تُفسدَ وقعَ النشيد ! . تتقلصُ على الخريطة المسافةُ، حتى نظنَّ الوطن
أقرب من الغربة!
نرفع راية الاستقلال كل عام، ومعها نرفع أحلامنا إلى سماوات عالية بعيدة، نكاد نحلق!
نُقَلِّبُ صفحات التاريخ، نذكر منها تواريخ الفرح والأمجاد، ونغض الطرف عن المآسي،
نمتن للأبطال، نترحم عليهم، ونكتب ونغني ونُلهَم..
في يوم الاستقلال من لا يُلهَم؟!

الاستقلالُ ثلاثيُّ الأبعاد !
بُعد النصر نرى فيه صور الأبطال فنغدو "أزهريِّي" الأرواح !
بُعد الولاء نرى فيه العلم ثلاثي الألوان، فتنمو في قلوبنا رمزية كل لون!
وبُعد البراء لا نرى فيه المستعمر، فتستقر في دواخلنا عقائد البعدين !
نفخرُ أن صارت لنا الأرضُ لا ينازعنا فيها أحد.. والنيلُ ملكٌ لنا أضحى، والوطن ملتمُّ الشملِ غير مفرق..
الاستقلالُ حرية النفس، عزتها، شموخها الذي ما عاد بعده حديثا يُفترى..
الاستقلال هدية السماء لأرواحٍ أبية أنفت الهُونَ، ترفعت، فرُفع العلم المستقل تطبيقا لسنن العدل، لأرواح من ذهبوا يصبون إلى الاستقلال..
الاستقلال أن ترى الراياتٍ منتصبة تحاكي انتصاب الانتماء في قلبك.. فتحن لذلك الوطن، حين تميل عنه.. ولو قليلا !
الاستقلال عقيدة الوطنية، وأول نصوص دستورها.. فلا مكان للوطنية في قلب جبان، ولا عميل.
الاستقلال هو العمل وفي قلوبنا الوطن، بروح الوطن، من أجل الوطن.. !
ومن أجل الوطن، لا شيء غالٍ.. لا شيء غالٍ..
اليوم نرفع راية استقلالنا، وفي قلوبنا تبقى مرفوعة، مذ رفعها إسماعيل الأزهري في وجه المستعمر اللدود..
اليوم نرفعها وحتى اللانهاية، تبقى مرفوعةً أبدا، ما دام الاستقلال عقيدة السوداني في كل قطر من المعمورة، داخل الوطن أو خارجه..
الاستقلال أن تحن إلى الوطن، وتجدد الولاء كل عيد..
وحده المغترب يحمل وطنه في قلبه، فيغدو الوطن مواطنا في قلب ابنه.. هي رابطة أصيلة، ثابتة الجذور، لا تقوى رياح الغربة أن تهزها.. !
وفي الاستقلال تُجَدَّدُ تلك الرابطة..
اليوم نرفع راية استقلالنا، نحاول إعادتها إلى ذات الأصول، ذات العقائد الراسخة، فحتى إن تلاعبت بنا المتغيرات، تظل العقائدُ ثوابتَ، علينا أن نتعلمها، ونلقنها قلوب الأجيال اللاحقة.. لئلا يخبو نضال الأجداد، كلما تقدم الزمن.
****
فيا إخوتي..
غَــــنُّوا لَنَا اليَومَ نَرْفَعُ رَايةَ اِسْتِقْلَالِنَا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق